لعدة سنوات، يعمل الفنان التشكيلى المصرى علاء عوض فى الأقصر على رسم لوحاته المستوحاة من التراث المصرى، حتى دعته الفنانة الألمانية باتريشيا هيندل إلى عرض لوحاته البديعة فى المتحف المصرى بمدينة ميونيخ الألمانية. لكن الدعوة لم تقتصر على عرض اللوحات وحسب، بل أتاح المتحف للزوار مشاهدة الرسام المصرى الشاب فى غرفة العرض الخاصة بالمتحف وهو يرسم لوحة زيتية ضخمة استغرق عمله فيها أكثر من أسبوعين. فى نوفمبر الماضى، أعلن المتحف المصرى بميونخ فى ولاية بافاريا جنوبى ألمانيا، استضافة معرض «قصة مصرية» لعوض حتى 5 مارس المقبل.  وحول فكرة المعرض، قال علاء عوض أستاذ التصوير بكلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر، لـ«الشروق» إن صديقته الألمانية زارت الأقصر منذ عام ونصف العام وعرضت فكرة تنظيم معرض كبير لعرض لوحاتى بالمتحف المصرى فى ميونخ.  تواصل عوض مع مسئولى المتحف عبر الزووم وخططوا لتنفيذ معرض يركز على ثقافة وتراث وحضارة مصر، وقال عوض: «جمعنا 35 لوحة متنوعة ما بين اللوحات الزيتية بالأحجام المختلفة، ومجموعة من الاسكتشات وأطلقنا على المعرض اسم (حدوتة مصرية). وتحكى تلك اللوحات عن فن التحطيب وحلقات المرماح، وأسواق الجمال والأبقار، والموالد والاحتفالات الشعبية مثل مولد سيدى أبو الحجاج الأقصرى الذى يشتهر بالدورة المستوحاة من طقوس احتفالات عيد الأوبت فى الحضارة المصرية القديمة والسد العالى وكذلك قناة السويس، وكذلك يركز عوض فى عمله على المرأة مثل لوحة «ملائكة الرحمة». ومنذ التحاقه بكلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر عام 1999، وتعيينه أستاذا بعد ذلك، يمزج عوض أعماله بطريقة أكاديمية بين الحضارة المصرية القديمة وإعادة تقديمها مع الواقع المعاصر. فتجد لوحاته تجمع بين الزخارف من جدران المعابد والأشكال الفنية الحديثة لحياة المصريين خاصة فى الصعيد. وخلال فترة المعرض، عكف عوض على رسم لوحة زيتية كبيرة الحجم (3 أمتار فى 5 أمتار)، أمام الزوار. وأطلق عليها «أنشودة السلام» لفتيات يحملن أغصان الزيتون ويعزفن على القيثارة أمام قدس الأقداس بمعبد الأقصر. تلك اللوحة تمثل رسالة سلام عالمية من مقر حكم واحدة من أهم الحضارات فى التاريخ، يقول عوض. وخطف المعرض أنظار زواره من الألمان وكذلك وسائل الإعلام الألمانية، وأوضح عوض: «المتلقى الألمانى مثقف ويحب التراث المصرى للغاية وهذا كان مفاجئا بالنسبة لى.. كان الزوار يسألوننى عن كيفية رسم اللوحات وخلفياتها وترك المعرض انطباعات جميلة لديهم». ويعد متحف الفنون المصرية فى ميونيخ من أهم المتاحف فى ألمانيا، ومصمم على شكل مقبرة فرعونية وافتتح عام 2014. ويعرض أكثر من 8000 آلاف قطعة أثرية من جميع العصور القديمة فى مصر حتى العصر القبطى (المسيحى)، بالإضافة إلى الثقافات المجاورة فى النوبة وآشور وبابل.


قراءة الخبر من المصدر