تعيش العلاقات الفرنسية مع العديد من أنظمة الدول الإفريقية، تدهوراً كبيرا في السنوات الأخيرة، حيث خسر البلد الأوروبي، العديد من المناطق التي كانت تستعمرها لسنوات طويلة هناك. ويرى العديد من المختصين في السياسات الإفريقية، أن فرنسا أصبحت تعاني بشكل كبير في افريقيا، بعدما فشلت سياستها في ظل حكم الرئيس الحالي ايمانويل ماكرون، حيث طالبت العديد من الشعوب الإفريقية بضرورة طرد فرنسا من بلدانها. وفي هذا الإطار، قال الأستاذ أحمد نورالدين الخبير في العلاقات الدولية والاستراتيجية في تصريح لموقع “برلمان.كوم“، إن نفوذ فرنسا تراجع في القارة الإفريقية. وأوضح الخبير، يمكن أن نلخص الوضعية اقتصاديا بتقلص حصة صادراتها نحو إفريقيا من 12.5 في المائة إلى حوالي 7 في المائة خلال العشرين سنة الماضية، وعسكريا من خلال خروج قواتها بطريقة مهينة من مالي وبوركينافاسو، وثقافيا من خلال انسحاب رواندا من المنظمة الفرنكوفونية والتحاقها بنادي الدول الانغلوساكسونية. وأضاف الخبير، أن هذا الأمر راجع لعدة عوامل منها ما هو مرتبط بفرنسا ذاتها، حيث ركزت اهتمامها خلال الثلاثين سنة الماضية على تعزيز وجودها في أسواق اوروبا الشرقية، بعد انهيار المعسكر الشرقي، وركزت أيضا على تركيز نفوذها داخل الاتحاد الاوربي، وطبعا كان لذلك أثر على تواجدها الإفريقي. وأشار المتحدث ذاته، إلى أن هناك ما هو مرتبط بالدول الافريقية التي كان لها رد فعل سياسي عنيف تجاه مشاركة فرنسا بشكل مباشر أو غير مباشر في بعض المجازر الاثنية، مثل ما حدث في رواندا وافريقيا الوسطى، ودفع تلك الدول بعد تغيير انظمتها إلى مواجهة مع فرنسا. وتابع أحمد نور الدين في تصريحه، أن هناك حالات كان فيها السبب في فتور العلاقات هو ربط المساعدات الفرنسية بحقوق الإنسان والديمقراطية، مما تسبب في بحث تلك الانظمة عن ممولين أو شركاء لا يشترطون ذلك مثل الصين. وأردف، أن هناك أمور أخرى تسببت في فتور العلاقات، منها ما هو متصل بدخول فاعلين جدد وتزايد المنافسة الدولية من قبل الصين والدول الصاعدة اقتصاديا، أو من طرف روسيا في الجانب العسكري.
لماذا طردت إفريقيا فرنسا بطريقة مهينة؟ خبير يرصد الأسباب
قراءة الخبر من المصدر